الأحد، 22 نوفمبر 2009

نداء عاجل . . . احذروا اللقاح !

الادّعاءات ضدّ لقاح أنفلونزا الخنازير ليست مجرّد دعاية !

إنه لمن الغريب أن يكتب محاسبون في موضوعات مخبريّة ولم نتخيّل أن نكتب يوماً مقالاً في الطبّ ولكنّنا رأينا خطراً محدقاً بالناس أوجب الله علينا أن نحذّرهم منه, فالادّعاءات المتوالية والأصوات المندّدة بلقاح أنفلونزا الخنازير الذي يسبّبه فيروس H1N1 والصمت الرهيب واللامبالاة من قبل الناس والمسئولين جعلنا نضطرّ لزجّ أنفسنا إلى داخل أروقة المختبرات كي نتأكّد بأنفسنا من صحّة الادّعاءات التي تروى بشأن هذا اللقاح البغيض ونعود إلى إخواننا بالخبر الصافي إن شاء الله تعالى.

وعليه فقد توجّهنا إلى إحدى الأخوات الثقات وهي متخصّصة في مجال البحث المخبريّ في معهد التخنيون في حيفا وطلبنا منها إمدادنا بالمعلومات الموثوقة المتوفّرة لديها ولدى أساتذتها في معهد التخنيون, وكم كان الأمر مفاجئاً عندما كشفت لنا مقالات علميّة وأبحاثاً بل وموادّ دراسيّة تدرّس في التخنيون ويتمّ تمريرها على أيدي كبار أساتذة الجامعات الإسرائيليّة المتخصّصين في البحث المخبريّ كلّها تؤكّد خطورة هذا اللقاح بل وتشير إلى أنّ طريقة إنتاجه وتأثيراته الجانبيّة تؤكّد حتميّة وجود نوايا خبيثة وأيدي تعمل في الخفاء مع سبق الإصرار والترصّد والتكتّم والتستّر وراء نشر هذا الوباء والمصل المضادّ له !

ليس الأمر فيلماً هوليووديّاً أمريكيّاً ولا دعاية ضدّ الرأسماليّة ولا انجرافاً وراء هواة يبحثون عن الشهرة فالحقيقة تبرهن أنّ حبّ السيطرة والتسلّط لدى أصحاب الأيدي القذرة الفاعلة قد وصل إلى حدّ الجنون من سياسيّين وأصحاب مصالح هم في النهاية من يسيطر على زمام المنظّمات العالميّة الإنسانيّة ويتلاعب بها كيفما شاء, وهذا ما يفسّر تواطؤ وتضافر قوى الشرّ من أجل تحقيق مآرب تتعوّذ من نتنها ودناءتها حتّى الشياطين سعياً وراء مكاسب مادّيّة وسياسيّة . . .

ولكي لا نحوّل المقال إلى سياسة فإنّنا نلخّص بعض مخاطر المرض على النحو الآتي:

1. بداية فإنّ شركة باكستر (إحدى الشركات الكبرى لإنتاج اللقاحات) هي شركة "مشبوهة", ففي فبراير الماضي من هذا العام 2009 أقدمت على إرسال لقاح فيروس الأنفلونزا الموسميّ (العادي) إلى 18 بلداً أوروبيّاً وقد شاء الله أن يتمّ فحص اللقاح من قبل الحكومة التشيكيّة من خلال تجربته على حيوانات المختبر والتي ماتت جميعها بسبب تلوّث اللقاح بفيروس أنفلونزا الطيورH5N1 الحيّ, وعلماً بأن الشركة المنتجة تطبّق نظام الحماية البيولوجية الصارم المسمى بـ BSL3 الذي يمنع أيّ إمكانيّة لوقوع التلوّث إلا إذا تمّ تعمّد ذلك. وتمّ إنقاذ الملايين من خطر الموت بفضل الله ثمّ بيقظة التشيك الذين لم يقبلوا أن يكونوا قطيعاً ينقاد.

والمفاجئ أنّ هذه الشركة هي إحدى الشركات التي أنيطت إليها مهمّة إنتاج لقاح أنفلونزا الخنازير بعد أن كان من المفترض أن يتمّ إنزال أشدّ العقوبة بها وبمسئوليها بدل مكافئتها بعرض تجاريّ ضخم.

والأدهى من كلّ ذلك هو قيام الكونغرس الأمريكي بتمرير قانون منح الحصانة للشركات الدوائيّة ضد أيّ ضرر ينتج عن اللقاحات ممّا ينبئ عن مستقبل مظلم وشيك !

2. التحليل الدقيق للفيروس يكشف عن أن الجينات الأصليّة للفيروس هي نفسها التي كانت في الفيروس الوبائيّ الذي انتشر عام 1918 بالإضافة إلى جينات من فيروس أنفلونزا الطيور H5N1 وأخرى من سلالتين جديدتين لفيروس H3N2 وتشير كلّ الدلائل إلى أنّ أنفلونزا الخنازير هو بالفعل فيروس مركّب ومصنّع وراثيّاً . . . فلماذا تمّ تصنيعه ولماذا تمّ إطلاقه ولماذا لا تتمّ ملاحقة الفاعلين؟ هذه أسئلة لا أحد يجيب عنها !

3. لللقاح تأثيرات جانبيّة خطيرة على الصحّة البدنيّة والفكرية والجنسيّة مصدرها الموادّ المساعدة التي تضاف إلى اللقاح لزيادة قوّته ومضاعفة استيعابه في الجسم.

المثير في الأمر أنّ هنالك العديد من الموادّ المساعدة الآمنة التي يمكن استخدامها من أجل تقوية اللقاح ولكنّ هنالك من قرّر أن يضاف "السكوالين" كمادّة مساعدة, فما هو السكوالين وما الضرر في استخدامه؟

"السكوالين": مادة منتشرة في الجسم وتستمدّ من الغذاء, وهي المادة الأساسيّة التي ينتج منها الجسم العديد من الزيوت والأحماض الدهنيّة المختلفة المهمّة لأداء الوظائف الحيويّة الهامّة في مختلف أعضاء الجسم, وهي المادّة الأمّ التي تنتج منها الهرمونات الستيرويديّة ومن ضمنها جميع الهرمونات الجنسية عند الرجل والمرأة، كما أنّها مهمّة لخلايا المخّ لتقوم بأداء وظائفها بشكل صحيح وأيضاً تلعب دوراً مهمّاً في حماية الخلايا من الشيخوخة والطفرات الجينيّة.

معرفة وظائف مادّة السكوالين التي ذكرنا تكفي لجعلك تفهم خطورة فقدان هذه المادّة من الجسم, وقد ثبت مخبريّاً أنّ حقن السكوالين كمادة مساعدة مع التطعيمات يؤدّي إلى ردّ فعل مضادّ من قبل الجهاز المناعيّ نحو مقاومة ومهاجمة الفيروس اللقاحيّ ومادّة السكوالين المساعدة له وبالتالي أيضاً تلك الموجودة في الجسم بالشكل الطبيعيّ, ممّا سيحفّز جهاز المناعة ضدّها وبالتالي تنخفض مادّة السكوالين أو مشتقّاتها في الجسم, وبناءً على هذا الانخفاض تنتج الأعراض التالية:

(1) انخفاض في معدّل الخصوبة.

(2) تدنّي مستوى الفكر والعقل والذكاء.

(3) الإصابة بالأمراض المناعية الذاتية.

(4) خفض معدّل العمر الافتراضي (بإذن الله تعالى).

(5) الأمراض العصبيّة والعضليّة المستعصية والمزمنة كمرض التوحّد(AUTISM) واضطرابات أكثر خطورة مثل متلازمة لو جيهريج (Lou Gehrig's) .

(6) الأورام المتعددة و خاصّة أورام الدماغ النادرة .

وقد أجريت تجربة حقن السكوالين كمادّة مساعدة مع اللقاح على "الخنازير" نفسها فقتل 14 خنزيراً من أصل 15 ! وتمّ إعادة التجربة وتطابقت النتيجة !

4. تمّ إقصاء من هم في جيل فوق سنّ 65 سنة بعد أن تعرّض من تناول اللقاح من هذه الفئة العمريّة إلى الموت لعدم تحمّل جهازهم المناعيّ للتطعيم !

5. نقطتان هامّتان تلفتان الانتباه:

(1) ظهور أعراض حدوث المناعة الذاتية بشكل كامل يستغرق نحو عام منذ تلقي اللقاح إلى أن يستنفد الجهاز العصبي والدماغ والجسم كافّة احتياطيات السكوالين التي تسلم من مهاجمة جهاز المناعة لها, وبعد استنفاد الاحتياطي تبدأ الخلايا بالتلف . . .

إنّ مرور هذه الفترة الزمنية الطويلة قبل أن تبدأ الأعراض الخطيرة بالظهور تحول دون توجيه الاتّهام للّقاح والشركة المصنّعة له والتي تظل تنفي ارتكاب أيّ مخالفات أو تحمّل المسؤوليّة عن تلك الأعراض !

(2) التهويل الذي تمارسه منظمّة الصحّة العالميّة من خطر وباء أنفلونزا الخنزير رغم أنّ عدد من يُعتقد أنهم قتلوا بسبب المرض ضئيل جداً بل لم يسعَ أحد لكشف السبب الحقيقيّ وراء موت هؤلاء المصابين دون غيرهم, بل إنّ حالات الموت كانت بالذات لدى أناس عانوا من أمراض وأعراض أخرى لا علاقة لها بالأنفلونزا أصلاً ممّا يثير الشكوك والشبهات السوداء حول مسارعة المنظّمات العالميّة لإعلان الاستنفار غير المبرهن !

هاتان النقطتان قد تنبئان أنّ هنالك تواطؤاً دوليّاً لنشر التطعيم قبل أن تظهر أعراضه الحقيقيّة وتنكشف المؤامرة !

6. نقطة هامّة أخرى: الجرعات ليست متماثلة !

ليست جميع الجرعات متماثلة, فقد تمّ صناعة اللقاح في عدّة شركات وبتركيبات مختلفة, فمنها ما يحوي أجساماً مساعدة غير تلك المشابهة للتركيبة الكيميائيّة لمركّبات الجسم الحيويّة وهذا ما يجعل بعض هذه اللقاحات غير ضارّ, وهو ما يثير شكوكاً كبيرة حول سنّ قانون ملزم في الولايات المتّحدة يجبر المواطنين على تناول اللقاح, وهنا تساؤلان:

(1) لماذا يسنّ قانون ملزم بهذه السرعة وبهذه الحدّة رغم عدم ثبوت حقيقة وخطورة المرض وفي المقابل ثبوت مخاطر اللقاح, هذا أمر غير مفهوم !

(2) هل القانون المسنون يهدف إلى تبرئة الساحة الأمريكيّة من خلال تجربة لقاح من النوع الآمن الخالي من السكوالين على الشعب الأمريكيّ بهدف إغراء الدول النامية والشعوب النائمة كي تقدم على شراء اللقاح الخطير بملايين الدولارات فتسعف بذلك اقتصادها وتقتل أعدائها . . .

وها هي دولة السعوديّة تجبر الحجيج على التطعيم وتحرم من لا يحتمل التطعيم ممّن هم في سنّ فوق 65 سنة من حجّ هذا العام, فهل نجحت الخطّة أم أنّها أوهام ؟! . . . الجواب لدى القارئ الكريم !

منقول للأمانة بعد أن وصلني على البريد الألكتروني

من مكتب كتاني وعنابوسي وأبو مخ وشركاه

مكتب مدققو حسابات

الثلاثاء، 5 مايو 2009

إن هذا القرءانَ يهدي للتي هي أقــوم (2)


الحمد لله المحمود بجميع المحامد تعظيماً وتشريفاً وثناءً، المتصف بصفات الكمال عزّة وقوة وكبرياءً، به نصول وبه نجول، وبه نؤمّل دفع الكروب شدة وبلاءً، ودرءَ الخطوب ضنكا ولأواءً.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له اختص المسجد الأقصى بالفضائل معراجاً وإسراءً، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله أفضل هذه الأمة جهاداً وفداءً، وأعظمها قدوة واصطفاءً، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين ضربوا أروع الأمثلة صفاءً ووفاءً، وطهراً ونقاءً، والتابعين ومن تبعهم وسار على نهجهم اهتداءً واقتفاءً، صلاةً لا تطاولها أرضٌ أرضاً ولا سماءٌ سماءً، وسلم تسليماً يزيده بهجة وبهاءً، ونوراً وضياءً، وبركة وسناءً .

الأخوة الأفاضل الأخوات الفاضلات، حياكم الله وبياكم وتبوأنا وإياكم من الجنة منزلا، وبعد

نكمل ما بدأنا به في كيفية تحقيق حلمنا في حفظ كتاب الله تعالى ، وقد تكلمنا في المقالة السابقة أنه لا بد من ثلاثة أمور قبل الشروع بالحفظ وهي الإخلاص ، الدعاء والتوبة ، واليوم بإذن الله تعالى سنتكلم عن أفكار عملية وضعها أناس أخصائيون وأصحاب تجربة في حفظ كتاب الله تعالى .

أولا: نبدأ بأوقات الحفظ ، فقد أثبت العلم الحديث أن أفضل أوقات الحفظ هو قبل النوم بقليل حيث أن العقل الباطن ينشغل وهو نائم بآخر ما كان يفكر المرء فيه ، وفي هذا الوقت يكون الجو هادئا والذهن صافيا .وهذا ما تم اثباته بعد التجارب حيث وجدوا أن الطلاب الذين حفظوا وناموا أفضل من الذين حفظوا ثم انشغلوا بالحاسوب أو التلفاز أو انشغلوا بأمور أخرى مع أنهم أخذوا نفس الوقت .
ومن الطرق المجربة أيضا أنه قبل النوم أن تشغل كاسيت بصوت المقرئ الذي تحب وترتاح له ، ولا ترفع صوت المسجل ، وأطفئ الأنوار ورأسك على الوسادة مع هدوء وحاول أن تستشعر الآيات بقلبك وروحك ، وبعد الفجر حذار النوم وأحفظ السورة التي سمعتها عند النوم ، ستجد أنك تحفظ بصورة سريعة جدا ، وجرّب فالتجربة أكبر برهان .
بالإضافة لذلك وقت الفجر ، فقد قال المولى جل وعلا في كتابه العزيز : "وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا "(سورة الإسراء : 78)
وقال صلى الله عليه وسلم "بورك لأمتي في بكورها" . (حديث صحيح رواه ابن حبان) ، فاغتم فجرك لأنه من أجمل الأوقات وأصفاها وأبعدها عن صخب الحياة .
بالأضافة لهذه الأوقات فهناك أوقات مميزة وفاضلة خلال السنة ، والتي يتضاعف بها الأجر وتحل فيها البركة ، فيجب على المسلم الفطن أن يستغل هذه الأوقات ، ويضاعف الحفظ ، كشهر رمضان المبارك ، كيف لا يستغله أحدنا وهو شهر القرآن وبالأخص في العشر الأواخر إن كان معتكفا ، والعشر الأوائل من ذي الحجة ، وقبل صلاة الجمعة، فانتهزوا هذه الفرص الذهبية والا تجعلوها تضيع من بين أيديكم .

ثانيا : أذكر أني نصحت بها أحد أخواني منذ فترة عندما رأيت في مدونته أنه سيقبل على مشروع حفظ القرآن ثبته الله على ذلك ، قلت له : أخي ، قليل دائم خير من كثير منقطع ، نعم لا بد أن نؤكد على هذه المسألة أن قليلا دائما ومنضبطا به ومواظبا عليه، خير من كثير منقطع ... ولنبسط الأمر ، كما قرأته في أحد الكتب، لنفرض أن هناك صخرة يقطر عليها كل ساعة قطرة ماء لمدة سنة ، ماذا سيحصل بعد سنة ؟؟؟ لا بد أن تكون هذه القطرات قد أحدثت ثقبا لا بأس به في هذه الصخرة ؛ ولكن لو جمعنا هذه القطرات في برميل ثم سكبته كله على الصخرة ، ماذا سيحدث ؟؟؟ لن يحدث شيء بالطبع ...
وهنا خلاصة الموضوع إما أن تكون قطرة أو برميلا . . . .

ثالثا: بالنسبة للذاكرة فتقسم إلى قسمين ، الذاكرة القصيرة وهي ذاكرة الحفظ المؤقت ، والذاكرة الطويلة وهي الذاكرة التي ترسخ في الذهن إلى أمد بعيد ، من طرق نقل ما حفظناه في الذاكرة القصيرة إلى الذاكرة الطويلة هي عملية التكرار لترسيخ الحفظ ونقله من المؤقت إلى المرسّخ .

رابعا: الاشتراك بالمسابقات والمنافسات فكل هذه الأمور تعد من المحفزات للحفظ .

خامسا : عليك بالحفظ السليم حتى لا تبني ما حفظت على أساسات واهية ، فحاول أن تستمع لكبار القراء قبل الحفظ أو تسمّع على أحد المشايخ المتقنين .

سادسا : إقرأ في مصحف واحد حتى لا تتشتت ، وتبقى صورة المصحف ومكان الآية راسخا في ذهنك ، ويفضل استعمل المصاحف التي بها كل الصفحات تبدأ بآية وتنتهي بآية كمصحف المدينة المنورة .

سابعا: قسم الصفحة إلى مقاطع حسب مواضيع أو أحداث واحفظ كل مقطع بانفراد ثم اربط هذه المقاطع مع بعضها البعض .

ثامنا :حاول ترديد ما حفظت في الصلوات الخمس والنوافل فإن ذلك يرسخ الآيات في الذاكرة الطويلة ، وإذا كان عندك المقومات أن تكون إماما ، فلا تتردد فإن ذلك يجبرها على الحفظ أولا وعلى الإتقان ثانيا.

تاسعا: لا تخش على حفظك القديم ، فهو رصيدك الذي لن يضيع بإذن الله ، وابدأ بالحفظ المنظم وركز عليه ، ولا تشتت نفسك في مراجعة القديم ، وستجد أنه سيصبح سهلا إن شاء الله .

عاشرا : قال الحق سبحانه وتعالى في سورة القمر (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) ، فألق كل الأمثال المنافية لقوله تعالى عرض الحائط كـ " فات القطار ... وذبلت الأزهار ... فدع حفظ القرآن للصغار " لتجعل هذه الأمثال عذرا لك في تقصيرك مع كتاب الله ، نعلم جميعا أن الحفظ بالصغر أفضل ولكن هناك عددا ليس بالقليل من العلماء من ابتدأ العلم على كبر كالعز بن عبد السلام ما بدأ إلا في الخمسين من عمره حتى أصبح سلطان العلماء .

*** إلبكم بعض الأغذية التي تنشط وتقوي الذاكرة :السمك، الزنجبيل ، الميرمية (شجّيرة) ، الزبيب ، القرفة ، الجوز ، الجزر ،الأناناس والزعتر *** .

ختاما :أحبتي في الله ، أقبلوا إلى الله بأرواحكم ، فاقرأوا القرآن بقلوبكم قبل ألسنتكم ، وبفؤادكم قبل أعينكم حتى تصلوا إلى مبتغاكم في حفظ كتاب الله ، فليس مع الإرادة مستحيل ومشروع حفظ كتاب الله يبدأ بحفظ آية ، بعد إخلاص النية والدعاء والتوبة لله سبحانه وتعالى . وأسأله تعالى أن أكون قد وفقت بإيصال المستخلص مما قرأت من الكتب في هذا المجال ، سائلا الله العفو عن أي تقصير أو زلل أو خطأ أو نسيان ، وراجيا منكم أن لا تنسوني ووالدي من صالح دعائكم ، ودمتم كما يحب الله ويرضى



ما من توفيق فمن الله وحده ، وما من خطأ أو نسيان فمن نفسي ومن الشيطان ، والله ورسوله منه براء .

وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه ، وأعوذ بالله من أن أكون جسرا يعبر الناس به للجنة ويهوى به في جهنم.

سبحانك اللهم وبحمدك ،نشهد أن لا إله إلا انت ، نستغفرك ونتوب إليك

الثلاثاء، 31 مارس 2009

إن هذا القرءانَ يهدي للتي هي أقــوم (1)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله المحمود بجميع المحامد تعظيماً وتشريفاً وثناءً، المتصف بصفات الكمال عزّة وقوة وكبرياءً، به نصول وبه نجول، وبه نؤمّل دفع الكروب شدة وبلاءً، ودرءَ الخطوب ضنكا ولأواءً.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له اختص المسجد الأقصى بالفضائل معراجاً وإسراءً، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله أفضل هذه الأمة جهاداً وفداءً، وأعظمها قدوة واصطفاءً، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين ضربوا أروع الأمثلة صفاءً ووفاءً، وطهراً ونقاءً، والتابعين ومن تبعهم وسار على نهجهم اهتداءً واقتفاءً، صلاةً لا تطاولها أرضٌ أرضاً ولا سماءٌ سماءً، وسلم تسليماً يزيده بهجة وبهاءً، ونوراً وضياءً، وبركة وسناءً .

قالَ الله تــعالى ::

﴿ إن هذا القرءانَ يهدي للتي هي أقــوم ..

فــ .. اظفر بالأقــوم لتســلم .. وبجناتِ عدنٍ تتنعم ..

أولم يأتكِ بينّــة ..أنَّ في القرءانِ لَمَنجم

به نور دريّ .. وسطوع أبدي المَرسَم


أخواني الأحباء أخواتي الكريمات :

لو سألنا أنفسنا لماذا نحفظ القرآن الكريم ؟

لتكن إجابتنا واضحة دونما تلعثم أو تردد ، ولا نجعل للشيطان من الإجابة نصيب ، نقول نحفظه من أجل التقرب لله وحده ، والفوز برضاه ، والسعادة بالدارين إن شاء الله تعالى .


فلا بد من ثلاثة قبل الشروع في تحقيق حلمك بحفظ كتاب الله سبحانه وتعالى : الإخلاص ،الدعاء والتوبة .

فاخلاص النية لله سبحانه وتعالى هي أهم خطوة عملية لحفظ كتاب الله سبحانه وتعالى ، حيث قيل : ما من عمل رفع من الأرض إلى السماء خير من الإخلاص ، وما من أمر نزل من السماء إلى الأرض خير من التوفيق .

وكما نعمل جميعا أن كل عمل يفتقر إلى الإخلاص لا يؤتي ثمره ولا يدوم بل هو إلى زوال، فويل لنا ثم ويل إن كان الهدف من حفظنا هو منصب أو سمعة أول ليقال حافظ ، فلا أجر ولا ثواب لمن قرأ وحفظ القرآن رياء وسمعة بل له الإثم والعقاب والعياذ بالله ، قال تعالى :(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16))
.

فالإخلاص هو سر البقاء ، هذا الإمام الشاطبي رحمه الله عندما أنها منظومته حرز الأماني ووجه التهاني المعروفة بالشاطبية في القراءات السبع ، كان يطوف بها آلاف المرات حول الكعبة ، ويقول يارب إن كنت قد قصدت بها وجهك فاكتب لها البقاء ، ولم يكتفي بهذا كتبها في قرطاس ووضعها في قارورة وختم عليها وألقاها في البحر ثم دعا الله تعالى أن يبقيها إن كان يريد وجهه تعالى .. ودارت الأيام وإذا بصياد سمك يجد القارورة بين الأسماك فيفتحها ويجد يها قصائد في القراءات ، فقال والله لا بها إلا الإمام الشاطبي ، سأذهب إليه وأسأله عنها ، وحينما دخل على الإمام وذكر له ما وجد في البحر ، فقال له الإمام رحمه الله أقرأ ما بها ، فأخذ يقرأ الصياد والإمام يبكي ، وحكى له قصة القصيدة .

ولذلك نجد الآن وفي كل مكان من طلاب علم القرآن يحفظونها ويدرسونها ، لأن صاحبها أخلص في عمله ولا نزكيه على الله .

فخلاصة نقول : ما قصد به وجه الله تعالى لا بد أن يبقى بإذن الله .


الدعاء : يقولون يبدأ الحلم برغبة ، ثم لا بد من السؤال والطلب لتحقيق هذا الحلم . فإذا انتقل الأمر من شعور ورغبة إلى دعاء وطلب ومناجاة لله سبحانه وتعالى ، فبإذن الله تعالى سيتيسر لك الحفظ والمراجعة ، ويفتح الله عليك .

قال تعالى: (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر)

قال ابن عباس رض الله عنهما : لولا أن الله يسره على الآدميين ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلم بكلام الله عز وجل .

وأعلم أخي الكريم وأختي الفاضلة ، أن الإلحاح في الدعاء من أعظم آداب الدعاء . وكما قيل : من أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له .. فلا بد من أن تطرق باب الله عز وجل والتقرب إليه وتلح في الدعاء .

التوبة : لا نريد أن يكون حفظ القرآن هو روتينا ، بل نريده دافعا للهمم ، وأن يتمكن من صدورنا وقلوبنا ويكون آمرا ناهيا لجوارحنا ، فلا بد من توبة قبل الشروع في الحفظ .

بداية لأننا نريد الحفظ نحتاج إلى ثلاثة أجهزة هامة وهي :

العين : لا يجتمع النظر إلى الحرام والنظر إلى القرآن ، فلذلك يشوش الذهن ويؤثر على الحفظ

الأذن : لا يجتمع السمع المحرم من غناء وفساد غيبة مع القرآن

اللسان : لا يجتمع الكلام الحرام بالغيبة والنميمة والكذب مع كلام الله سبحانه وتعالى .

لذلك من أراد الحفظ لا بد أن يطهر قلبه وجوارحه من المحرمات .

هذا الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول :"إني لأحتسب أن الرجل ينسى العلم عَلِمه بالذنب يعمله ".

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في ترجمة وكيع بن الجراج : "وهو أحد الأئمة الأعلام الحفاظ ، وقد كان الناس يحفظون تكلفا ، وهو يحفظ طبعا ن قال علي بن خثرم : رأيت وكيعا وما رأيت بيده كتابا قط ، إنما هو يحفظ ، فسألته عن دواء الحفظ ، فقال : ترك المعاصي ما جربت مثله للحفظ ".

وللمعاصي آثار سيئة ، قبيحة مذمومة ، مضرة بالقلب والبدن ، فمنها حرمان العلم ، فإن العلم نور يقذفه الله في القلب ، والمعصية تطفئ ذلك النور .

لما جلس الإمام الشافعي بين يدي الإمام مالك وقرأ عليه ، أعجبه ما رأى من وفرة فطنته ، وتوقد ذكائه ، وكمال فهمه ، فقال: إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورا ، فلا تطفئه بظلمة المعصية .

وقال الإمام الشافعي :

شكوت إلى وكيع سوء حفظي * * * * * فأرشدني إلى ترك المعاصي

وأخبرني بـأن العـلم نـور * * * * * ونور الله لا يُهدى لعاصي

فلا بد أن نتقي الله سبحانه وتعالى بالسر والعلن ونبدأ مسيرتنا لتحقيق حلم كل واحد فينا وهو حفظ كتاب الله دون أن ننسى : الإخلاص والدعاء والتوبة .


أخواني حفظة كتاب الله ومن يريد المراجعة ، لا بد من الأخذ بالأمور الثلاثة التي ذكرناها :الإخلاص والدعاء والتوبة.

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تعاهدوا هذا القرآن ، فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها " (رواه البخاري) .

فالله الله في تعاهد ما حفظتموه ، وإياكم من التفريط في هذه النعمة التي حباكم بها الله سبحانه وتعالى .

أولا : يجب وضع خطة للمراجعة متناسبة مع الظروف الخاصة بك من حيث الوقت والمقدرة ، حيث تقسم القرآن إلى أقسام متساوية ، بحسب ظروفك وأن تلزم نفسك إلزاما بمراجعة هذه الأقسام في أوقاتها دون تساهل أو تسويف .

ثانيا : أن تنظم الأمر أي لا تكون المراجعة عشوائية أي خاضعة للظروف العارضة ، بل عليك أن تحاول إخضاع ظروفك لبرنامج مراجعتك قدر المستطاع .

ثالثا : يفضل في المراجعة القراءة بالحدر وهي مرتبة من مراتب القراءة من ناحية السرعة معروفة عند أهل التجويد ، والحدر هي القراءة السريعة ولكن مع مراعاة الأحكام .

رابعا : قيام الليل ، يفضل أن تقرأ في قيام الليل ما راجعته لتثبت به حفظك ، ولبركة وفضل صلاة قيام الليل .


وختاما ، لا بد لك أخي/أختي الحافظ/ة من التقييد ببرنامجك الذي بنيته لنفسك ، لأن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك والعمر ينقضي ، وتذكر/ي أن هناك الكثير من الناس من أفنوا أعمارهم في الجري والسعي وراء الدنيا وأغراضها ثم لم يجنوا من ذلك شيء ، فكثير من الناس نيام ، فإذا ماتوا انتبهوا ، فانتبه/ي لنفسك منذ اللحظة ولا تدع/ي الدنيا ومشاغلها تسرقك كما سرقت غيرك ، واغتنم/ي خمسا قبل خمس كما أوصى الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .

ما من توفيق فمن الله وحده ، وما من خطأ أو نسيان فمن نفسي ومن الشيطان ، والله ورسوله منه براء .

وأعوذ بالله من أن أكون جسرا يعبر الناس به للجنة ويهوى به في جهنم.

سبحانك اللهم وبحمدك ،نشهد أن لا إله إلا انت ، نستغفرك ونتوب إليك

الخميس، 26 فبراير 2009

شموخ في زمن الإنكسار


وقفـت حـيـن رأيــت طـفـلا شامـخـا *** قـامـاتــنــا مــــــن حـــولـــه تــتــقــزّم

طــفــلٌ صـغـيــر غــيــر أن شـمـوخــه *** أوحــــــى إلــــــي بـــأنـــه لا يَـــهـــرم

طــفــلٌ صـغــيــر والـمــدافــع حــولـــه *** مــبــهـــورةٌ والـغــاصــبــون تــبــرّمـــوا

فــي كـفّــه حـجــر ، وتـحــت حـذائــه *** حــجـــر ووجــــــه عــــــدوّه مـــتـــورّم

مـن أنـتَ يـا هـذا ؟ أعـدْت تسـاؤلـي *** والــطــفــل يـرمـقــنــي ولا يـتـكــلّــم

مــن أنــتَ يــا هــذا ؟ ودحْــرج نـظــرة *** نـحــوي لـهــا مـعـنـىً وراح يتـمـتـم :

أنـا مـن ربـوع القـدس طـفـلٌ فــارس *** أنــا مـؤمـن بعقـيـدتـي أنـــا مـسـلـم

لـغـة البطـولـة مــن خصـائـص أمـتـي *** عــنّــا رواهــــا الآخـــــرون وتـرجــمــوا

مـن ذلـك الوقـت الـذي انتفـضـت بــه *** بـطـحـاء مـكــة ، والحـطـيـم و زمـــزم

مـنـذ التـقـى جبـريـل فــوق ربـوعـهـا *** بـمـحــمــد يــتــلـــو لـــــــه ويــعــلّـــم

مـنـذ اسـتـدار الـدهـر دورتـــه الـتــي *** عــــزّ الـتــقــيّ بــهـــا وذلّ الـمــجــرم

أنا من ربوع القـدس تحـت عمامتـي *** عـقـل يفـكـر فــي الأمـــور ويـحـسـم

نــاديــت قــومــي والــريــاح عـنـيـفــة *** والـصـمـت كـهــف والــظــلام مـخـيّــم

نــاديـــتُ ، لــكـــن الـــــذي نـاديــتــه *** أعـمـى أصــمّ عــن الحقـيـقـة أبـكــم

نــاديـــتُ لـــكـــن الــــــذي نــاديــتــه *** أمـسـى عـلـى مــاء التـخـاذل يَََـرقـم

نــاديـــتُ ، لــكـــن الـــــذي نـاديــتــه *** بالـنـوم فــي الـفـرش الوثـيـرة مُـغـرم

ويئسـت ، ثـم تركـت قومـي بعضهـم *** يــبـــدي تــآمـــره و بــعـــض يــكــتــم

ومضيـت وحـدي فـي دروب عزيمتـي *** إن المـجـاهـد حـيــن يـصــدق يـعــزم

ورأيــــت أعــدائــي صــغــارا ، كـلـمــا *** واجَهتـهـم بيـقـيـن قـلـبـي أحـجـمـوا

وغـدوت أدعـو مـن رجــال عشيـرتـي *** من سافـروا خلـف السـراب ودمدمـوا

يـا مـن رحلتـم فــي دروب ، شوكـهـا *** صـعـب الـمــراس ، ورمـلـهـا مـتـكـوّم

هــــذي مـنـابـركـم تــزلــزل نـفـسـهـا *** سـأمــا وقـــد كـفــرتْ بـمــا قـرّرتـمــو

طـيـروا بأجنـحـة السـيـاسـة حيـثـمـا *** شئتـم ، وقولـوا مـا أردتــم وارسـمـوا

وقـفـوا أمــام وسـائـل الإعـــلام فـــي *** سـمْـت ، لـتـأخـذ صـــورة وتبـسـمـوا

واستمطـروا مـن هيئـة الأمــم الـتـي *** هـرمـت بقـايـا عطفـهـا كــي تغنـمـوا

وتــرقــبـــوا تــأشــيـــرة لـدخــولــكــم *** فـلـربـمــا جـــــادوا بـــهـــا وتــكــرّمــوا

وابـنــوا لـكــم فـــي كـــل أرض دولـــة *** الـشـعــب والـحـكــام فـيـهــا أنـتــمــو

ودعــــوا لــنـــا درب الـجــهــاد فــإنـــه *** درب الــخــلاص لــنــا وإن كـابـرتـمــوا

درب مـضـى فـيـه الـرسـول وصـحـبـه *** نـشـروا بــه الـحـق المبـيـن وعـلّـمـوا

مــاذا أصــاب الـقـوم ، مــا أهـدافـهـم *** مـــا بـالـهـم قـــد أبـهـمــوا وتـكـتّـمـوا

قـالــوا انتفـاضـتـنـا صنيـعـتـهـم ولــــو *** صـدقـوا لقـالـوا : إنـهـم لـــم يعـلـمـوا

نــحـــن انـتـفـضـنـا غــيـــرة وتــذمـــرا *** مــمــا جــنــاه الـغـاصـبـون وأجــرمــوا

يـــا أمـــة الإســـلام نـحــن حـقـيـقـةٌ *** فــــي أرضــنـــا فـتــدبّــروا وتـفـهـمــوا

هــا نـحـن فــي درب الجـهـاد وفوقـنـا *** مـطـر الـرصــاص وللـحـجـارة مـوســم

مـن داخـل الوطـن السليـب جهـادنـا *** لــســنـــا وراء حــــــــدوده نــتــكــلّــم

وإذا سـألـتـم عـــن حـقـيـقـة حـالـنــا *** فــلــدى حـجـارتـنـا جــــواب مـفـحِــم

نرمـي بـهـا البـاغـي وفــي إسلامـنـا *** أن الـشـيـاطـيـن الـلـعـيـنـة تُـــرجـــم

أنـا مـن ربـوع القـدس طفـل شـامـخ *** أحـمــي فـــؤادي باليـقـيـن وأعــصــم

مـازلـت أرقــى فــي مـــدارج عـزّتــي *** قـلـبـي دلـيـلــي والـعـزيـمـة ســلّــم

وأرى بـعـيـن بصـيـرتـي مــــالا يــــرى *** غـيــري وأعـــرف مـــا يـحــاك ويُــبــرم

وإذا سألتـم عـن بنـي قـومـي فـفـي *** كـتـب الحقـيـقـة مـــا يـمــضّ ويـؤلــم

لا تسألـوا عــن حالـهـم فهـنـاك مــن *** يـمــحــو مــآثـــر شــعــبــه ويـــهـــدّم

وهـنـاك مــن يبـنـي سعـادتـه عـلـى *** كـتــف الضـعـيـف ويـسـتـبـد ويـظـلــم

وهنـاك مـن يسـخـو عـلـى شهـواتـه *** ويـمِـضـه فـــي المـكـرمـات الــدرهــم

وهـنـاك مـــن يـنـسـى بـــأن رحـالَــه *** تـمـضـي ، وأن الـمــوت أمـــر مــبــرم

وهناك من يدعـو إلـى سفـن الهـدى *** وهــــو الــغــويّ إذا خــــلا والـمــجــرم

وهـنــاك مـــن يـشــدو بـشـعـر بـــارد *** ومـــازال يــســرق لـفـظــه ويـتـرجــم

ذبحـوا القصيـدة واستبـاحـوا عرضـهـا *** وجـنــوا عـلــى أحـلامـهــا وتـهـجّـمـوا

إنـــــي أقــــــول ولـلـدفــاتــر ضـــجّـــة *** حولي َ، تهيَّب من صداها المرسـم :

لــو كــان أمــر الـنـاس فــي أيديهـمـو *** مـــا مـــات فـرعــون وقــــام الـمـأتــم

لــو كــان أمــر الـنـاس فــي أيديهـمـو *** مــا ظــل مكـتـوف الـيـديـن الأشـــرم

لــو كــان أمــر الـنـاس فــي أيديهـمـو *** مـا سـفّ مـن تـرب الهزيـمـة رسـتـم

سكـت الرصـاص فيـا حجـارة حـدّثـي *** أنّ الــعــقــيــدة قــــــــوة لا تُــــهــــزَم